موشحات مغربية : دراسة ونصوص

 

للدكتور عباس الجراري

 

 

طبعتان: الأولى دار النشر المغربية– الدار البيضاء– أبريل1973.

الثانية كلية اللغة العربية– مراكش– 1992.

 

المقدمة

تقديم الطبعة الثانية

(بقلم د. حسن جلاب، قيدوم كلية اللغة العربية)

 

 

 

المقدمة

 

بسم الله الرحمان الرحيم

 

        أصل هذه الدراسة بحث كنت نشرته (1) عن الموشحات منذ أزيد من عشر سنوات، وأنا ما أزال حديث العهد بالتخرج من الجامعة، لا تربطني بالمكتبة المغربية  - لبعدي عن الوطن – إلا صلات محدودة وغير وثيقة. وكنت انتهيت فيه نتيجة ذلك إلى حكم سلبي بالنسبة لإنتاج المغاربة في فن التوشيح.

 

ولكني ما كدت أعود من الخارج وأنغمر في الدراسات المغربية بحثا وتدريسا حتى تأكد لي خطأ ما كنت انتهيت إليه، فصممت العزم على أن أراجع ما كتبت وأضيف له حتى اكتملت لدي مادة في الموشحات عامة والنصوص المغربية خاصة لم أتردد في طرحها على طلابي في الدراسات العليا خلال السنتين المنصرمتين.

 

واقتناعا مني بأن هذا الموضوع بكر وغني في نفس الوقت، فلقد فكرت في إخراجه ونشره إذ جعلته قسمين :

الأول : دراســة.

تناولت في فصولها تعريف الموشح وشكله وموضوعاته، وعلاقته بالزجل وأهميته وما أنتج فيه الأندلسيون والمشارقة، ثم المغاربة، حيث خصصت فصلا طويلا لما كان لهم في فنه من مساهمة خلال حقب  تاريخه.

 

الثاني : نصوص.

أوردت فيه إحدى وخمسين موشحة لخمسة وثلاثين شاعرا من مختلف العصور، ابتداء من عهد الموحدين حتى العصر الحاضر. وقد حاولت في اختيارها أن أتأكد من أنها صدرت عن مغاربة وإن كانوا مجهولين، كما حاولت بالنسبة لمن أنشأوا موشحات كثيرة – وهم قلة – ألا أنتقي لهم أكثر من ثلاثة نصوص.

 

فعسى الدارسون والطلاب أن يجدوا في هذا العمل نواة ينمونها بمزيد من البحث والدرس، وعسى هذه النواة أن تفتح لهم نافذة يطلعون من خلالها على صفحة من الأدب المغربي كانت مطوية ومجهولة.

 

                                                                   عباس الجراري

                                              ربيع الأول 1393 أبريل 1973

 

 

 

 

تقديم الطبعة الثانية

بقلم د. حسن جلاب, قيدوم كلية اللغة العربية.

 

        ما من شك في أن الأدوار التي يجب أن تنهض بها الكليات تتعدى مجرد التلقين والتكوين التربوي، إلى ارتياد آفاق البحث العلمي بمختلف أشكاله : الندوات، الحلقات العلمية، المجموعات الدراسية، المجلات، نشر الأبحاث، تحقيق التراث … حتى تساهم في تنشيط الحركة الثقافية، وتطوير البحث العلمي بالبلاد.

 

        وقد حاولت كلية اللغة العربية بمراكش منذ حوالي سنة استدراك ما فاتها في هذا المجال، بتنظيم ندوتين علميتين، وإصدار العدد الأول من حولياتها، إضافة إلى سلسلة من المحاضرات العلمية ألقاها عدد من خيرة أساتذة الجامعة المغربية، كما عرفت افتتاح الدراسات العليا في تخصص أدب مغربى ،  على أن تفتح تخصصات أخرى مستقبلا.

 

        وسعيا إلى إعادة الإشعاع العلمي إلى كلية اللغة العربية وريثة كلية ابن يوسف، وإلى ربط الحاضر بالماضي، والتذكير بما كان لمراكش عاصمة المغرب الإسلامي خلال عدة قرون من مكانة علمية مرموقـة، نعتزم تنظيم ندوة علمية وطنية كبرى في موضوع : " البحث في أدب الغرب الإسلامي، الواقع والآفاق  " والهدف منها أساسا تكريم الباحـث العلامة الدكتور عباس الجراري أستاذ أدب الغرب الإسلامي، الأول بلا منازع، ومؤطر أغلب الأساتذة الذين ينهضون حاليا بتدريس هذا التخصص في الجامعات المغربية.

 

        وبهذه المناسبة يسعد الكلية ويشرفها أن تعيد طبع أحد أهم مصادر الأدب المغربي، وأحد أهم مؤلفات الدكتور عباس الجراري. وان اختيار هذا الكتاب بالذات عائد إلى :

 

        1 – انه المصدر الوحيد في مادته، إذ لا يوجد أي مصدر آخر يدرس ويجمع الموشحات المغربية، وهذا وحده سبب كاف للنشر.

 

        2 – إنه من المطبوعات المطلوبة من طرف الباحثين والطلبة، نظرا لمرور عشرين سنة على طبعه، ولنفاذ طبعته الأولى.

 

        3 – انه يؤكد خلافا لما يروج عند بعض الباحثين الأجانب أن أدب المغاربة لم يكن أبدا أدب فقهاء وعلماء فقط، وإنما تناول أدباؤه وشعراؤه كافة الأغراض والموضوعات والأشكال الفنية، وان إبداعهم فيها لا يقل عن إبداع زملائهم في المشرق والأندلس.

 

        4 – وأخيرا يجب أن نشير إلى أن هذه الطبعة الثانية مزيدة ومنقحة، هذبها المؤلف وأضاف إلها ما توصل إليه من نصوص جديدة في الموضوع، فأصبحت تضم خمسا وسبعين موشحة لثلاثة وخمسين شاعرا.

 

        وقد كنت من المحظوظين الذين درسوا هذا الموضوع على أستاذنا الدكتور عباس الجراري عندما نظم السلك الثالث لأول مرة بكلية آداب فاس خلال السنة الجامعية 1971 – 1972 ، كان موضوعه إلى جانب الموشحات المغربية، دراسة كتاب " المحاضرات " لليوسي.

 

        فآمل أن نكون بهذا العمل قد ساهمنا في خدمة التراث المغربي الخالد، ونتمنى للدكتور عباس الجراري استمرار العطاء وإطراد التقدم والنجاح حتى يؤدي رسالته التي كرس شبابه وحياته من أجلها أحسن أداء.

                                                                 د. حسن جلاب

                                                                 مراكش في 29 محرم 1413 هـ

                                                                 موافق 30 يوليوز 1992

 

ـــــــــــ

1) مجلة " دعوة الحق، الأعداد الثاني والثالث والرابع من السنة الخامسة ( نوفمبر – ديسمبر 1961 يناير 1962 ).